بعض المفاهيم المتعلقة بالتجارة والأعمال ربما تكون مبهمة بالنسبة للبعض ولا يعلم ماهيتها، ومن ذلك مفهوم التجارة الخارجية، التي نشأت منذ زمن، وهناك عدة أسباب أدت إلى ظهورها، وهي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمختلف بلدان العالم، حيث يتم الاعتماد عليها كطريقة داعمة للاقتصاد وزيادة قوة الدولة.
محتوى المقال
مفهوم التجارة الخارجية
التجارة الخارجية هي مجموعة النشاطات التي تعتمد على تداول السلع المختلفة بين دولة ما ودول أخرى، كما يُمكن تعريفها على أنها تبادل الخدمات، والمنتجات ورؤوس الأموال من خلال الحدود الدولية أو الإقليمية، والتجارة الخارجية تمثل جزء هام من اقتصاد جميع بلدان العالم، ولها تأثير مباشر على إجمالي الناتج المحلي.
أسباب ظهور التجارة الخارجية
هناك علاقات اقتصادية تربط الدول ببعضها، والتي تشكلت بناءً على التجارة الخارجية، وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور التجارة الخارجية، ومن أبرزها ما يلي:
1- الحاجة لوجود علاقات اقتصادية خارجية
هي الحاجة التي نتجت عن عدم تكافؤ توزيع الموارد التي تُشكل العناصر الإنتاجية بين البلدان، ومن أمثلتها الظروف المناخية كطبيعة التربة وندرة أو غزارة الأمطار ونوعية التكنولوجيا، وغيرها من العناصر التي قد تؤثر على الظروف الإنتاجية للبلدان، وهذه الفروقات ينتج عنها اختلاف قدرة الدول على إتاحة المنتجات أو الخدمات، وحينها يتم اللجوء إلى الاعتماد على الاستيراد، وبذلك ساعدت التجارة الخارجية الدول على تحقيق أقصى استفادة من مواردها.
2- التخصص الدولي
هو التخصص الذي يتعلق بجوانب مختلفة من بينها العوامل الجغرافية مثل التغيرات المناخية، واختلاف نوعية الموارد الطبيعية بين الدول، ولذلك لا يمكن للدول أن تعتمد على ذاتها كليًا في إتاحة جميع متطلبات السكان، بسبب توزيع الثروات بشكل غير عادل، مما ينتج عنه قيام كل دولة بإنتاج أنواع معينة من المنتجات.
بما يتوافق مع طبيعتها وإمكانياتها وظروفها الاقتصادية، حيث تقوم الدول بتصدير السلع ذات التكلفة المنخفضة محليًا مقارنة بتكلفتها العالية في الخارج، وتستور السلع التي تكون تكلفتها عالية مقارنة بتكلفتها المنخفضة في الخارج، ويُطلق على هذه العملية اسم الميزة النسبية.
3- التعاون في مجال العلاقات الاقتصادية الخارجية
التعاون في مجال العلاقات الاقتصادية الخارجية يعزز من التبادل التجاري بين الدول وبعضها، مما يساهم في تطوير العلاقات بين الدول.
نشأة وتطور التجارة الخارجية
ترجع نشأة التجارة الخارجية إلى القرن السابع عشر الميلادي وبالتحديد في قارة أوروبا، حيث ظهرت المدرسة التجارية التي انصب اهتمامها على دراسة التجارة بصفتها من أبرز مصادر الثروات، وقد زاد الاهتمام خلال تلك المرحلة على زيادة حجم الصادرات من أجل تعزيز تدفق الأموال للدول.
وخلال هذه المرحلة كان هناك اهتمام بتقليل الواردات وإتاحة الحماية للسوق وتقليل الأجور من أجل دعم المنافسة الخارجية، وقد ظهرت في فرنسا مدرسة تجارية خلال القرن الثامن عشر، وقد أشارت هذه المدرسة إلى أن المصدر الأساسي للثورة يتصل بالإنتاج الزراعي، وسُميت هذه المدرسة بمدرسة الطبيعية نظرًا لأنها تركز على النشاط الزراعي، أفكار هذه المدرسة تختلف عن أفكار المدرسة التجارية،وفي بريطانيا الثورة الصناعية كان لها أثر في اعتبار الإنتاج هو المصدر الرئيسي للثروة.
أهمية التجارة الخارجية
تعتبر التجارة الخارجية نشاط اقتصادي في غاية الأهمية تعتمده جميع بلدان العالم، مما نتج عنه إتاحة جميع الحاجات الاستهلاكية، وأهمية التجارة الخارجية تتلخص في الآتي:
- تعتبر التجارة الخارجية مقياس لقدرات البلدان على الإنتاج وخوض المنافسة في الأسواق العالمية وذلك لأنها تعتمد على معدلات الإنتاج المتوفرة وقدرة البلدان في الحصول على العملات الأجنبية.
- الاعتماد على التجارة الخارجية يساهم في زيادة رصيد العملات الصعبة في حسابات الدول، نظرًا لاعتماد التصدير والاستيراد على عملات مختلفة.
- التجارة الخارجية مجال حيوي، سواء بالنسبة للدول النامية أو المتقدمة فهي تعمل على ربط الدول معًا، كما تساهم في زيادة القدرة على التسوق.
- خلق فرص عمل في مجال النقل البري والبحري والجوي.
- شيوع مفهوم العولمة حيث أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة، والتجارة الإلكترونية لها دور بارز في هذا المجال.
- تحقيق التوازن في السوق المحلي.
تمثل التجارة الخارجية أهمية كبرى، فهي تصل بين الدول وبعضها، وتوفر للدول مختلف السلع التي لا يُمكنها إنتاجها، وهي تُعد نشاط اقتصادي يساهم في تعزيز الاقتصاد وينشط حركة الإنتاج، وقد ظهرت هذه التجارة منذ سنوات عديدة.
